يبدأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، اليوم، زيارة دولة إلى سلطنة عمان الشقيقة، تستمر يومين، تلبية لدعوة من أخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد، سلطان عمان.
وتأتي هذه الزيارة انطلاقاً من العلاقات الأخوية التاريخية الراسخة، التي تربط البلدين، وتعزيزاً لأواصر المحبة ووشائج القربى، التي تجمع الشعبين الشقيقين.
ويبحث القائدان خلال الزيارة تعزيز التعاون والتنسيق المشترك في مختلف المجالات، كما يناقش الجانبان مجمل التطورات الخليجية والعربية، والقضايا محل الاهتمام المشترك، وجهود البلدين في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة. وتزينت شوارع العاصمة العمانية مسقط، وميادينها بأعلام دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان الشقيقة، احتفاء بالزيارة التي يقوم بها صاحب السمو، رئيس الدولة، حفظه الله، اليوم للسلطنة. كما تصدرت زيارة صاحب السمو رئيس الدولة، عناوين الصحف العمانية التي أفردت صفحاتها الأولى للإشادة بالزيارة التي تأتي انطلاقاً من العلاقات الأخوية التاريخية الراسخة التي تربط البلدين، وتعزيزاً لأواصر المحبة ووشائج القربى التي تجمع الشعبين الشقيقين، ودعماً للتعاون والتنسيق المشترك في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والتنموية، ودفعها إلى الأمام بما يلبي تطلعات البلدين ويحقق أهدافهما على صعيد التنمية المستدامة.
معطيات
وتحظى العلاقات الإماراتية- العمانية بطبيعة خاصة واستثنائية، تفرضها معطيات التاريخ المشترك والتقارب الشعبي والمجتمعي والرغبة الصادقة من قيادتي البلدين في الأخذ بالتعاون بينهما إلى آفاق أرحب وأشمل، الأمر الذي أمن تطوراً مستمراً للعلاقات البينية بين الإمارات والسلطنة لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين.
وترتبط الدولتان بعلاقات وثيقة على مختلف الصعد يجسدها الحوار القائم بين الجانبين بشكل دائم، واللقاءات على أعلى المستويات بين البلدين والاجتماعات الوزارية والحكومية المتواترة، الأمر الذي يعكس حجم الاهتمام، الذي يوليانه لتطوير العلاقات الثنائية في ما بينهما. ويمثل تعميق العلاقات مع سلطنة عمان أولوية رئيسية لدى القيادة الرشيدة، وهو ما عبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، بقوله: «الإمارات وعمان أخوة متجذرة، وعلاقات ممتدة لا تزيدها الأيام إلا رسوخاً وقوة ومحبة».
بدوره، جسد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، خصوصية العلاقات الإماراتية- العمانية وعمقها التاريخي، حيث قال سموه: «عمان منا ونحن منهم، أخوتنا وأشقاؤنا وعضدنا».
وتمتد العلاقات بين البلدين الشقيقين بجذورها إلى عمق التاريخ، وقد مرت خلال العقود الماضية بالعديد من المحطات البارزة، التي أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخها والمضي بها قدماً، وكان المغفور لهما بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والسلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراهما، قد عقدا لقاء تاريخياً في العام 1968.
زيارات
وفي السياق ذاته، فقد شكلت الزيارة التاريخية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى سلطنة عمان في عام 1991 منعطفاً مهماً في مسيرة التعاون بين البلدين، والتي تم على أثرها تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين. وتُعد دولة الإمارات من أهم الشركاء التجاريين لسلطنة عمان، فقد بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان، خلال العام الماضي 46 مليار درهم بنمو 9 % مقارنة بعام 2020، وبلغ متوسط النمو في تجارة البلدين خلال آخر 5 سنوات نحو 10%، حسب إحصاءات تم استعراضها، خلال الملتقى الاقتصادي الإماراتي- العماني. ويعمل البلدان على تعزيز الأنشطة التجارية والاستثمارية بينهما، وتنمية الشراكة في العديد من القطاعات.
0 Comments: