السبت، 16 أغسطس 2025

دبلوماسية المصالحات والتطلعات المستدامة في الكويت

الدبلوماسية الكويتية.. نهج ثابت وريادة عالمية

 دبلوماسية المصالحات والتطلعات المستدامة في الكويت 

أثبتت الدبلوماسية الكويتية ريادتَها المعروفة، وذلك بشهادة المراقبين الدوليين والمتابعين للشأن السياسي والدبلوماسي العالمي، وهو ما ظهر جلياً في عدة مواقف وتجارب، مما أكسب دولة الكويت مكانةً عالميةً مرموقة و لقد كان لسياسات الكويت عظيمُ الأثر في مراحل عديدة من التاريخ المعاصر للمنطقة، ولعل أبرز مثال على ذلك ردود الأفعال الدولية على الغزو الصدَّامي الغاشم في مطلع تسعينيات القرن الماضي، حيث قامت الدبلوماسية الكويتية بدورها على أكمل وجه، ونجحت في كسب تأييد العالم لحق الكويت في التحرر واستعادة سيادتها، وهو ما أثبت سلامة النهج الذي تبنته طوال عقود.

هذا النهج الراسخ لم يكن وليد الأزمة فحسب، بل كان بمثابة رصيد استراتيجي استندت إليه الكويت في أصعب الظروف فقد عُرفت دبلوماسيتها بالوساطة النزيهة والحياد الإيجابي، ما منحها مصداقية واسعة النطاق ومن أبرز الأمثلة على ذلك نجاح وساطتها في اتفاق سلام اليمن عام 1972 بين الشطرين الشمالي والجنوبي، وكذلك استضافتها لمفاوضات سلام يمنية في مراحل مختلفة وصولًا إلى عام 2016 كما اضطلعت الكويت بوساطة ناجحة في الخلاف الإيراني البحريني عام 1968، والذي انتهى باستفتاء شعبي وإعلان استقلال البحرين عام 1971.

وفي عام 1980، ساهمت وساطتها بين سلطنة عُمان وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في توقيع إعلان مبادئ خفف من التوتر بين الدولتين  ولا يمكن أن نغفل دورها ضمن اللجنة السداسية العربية في لبنان إبان الحرب الأهلية، والذي كان رافدًا مهمًا لمسار اتفاق الطائف التاريخي فإن 
نجاحات الدبلوماسية الكويتية امتدت خارج المنطقة العربية، حيث ساهمت في حل النزاع بين باكستان وبنجلاديش عام 1971، وأسهمت في تهدئة الخلاف بين تركيا وبلغاريا (1986 – 1989) حول وضع الأقلية التركية.

كما كان لها دور بارز في رأب الصدع العربي والخليجي، خاصة عبر مساهمتها الجوهرية في التمهيد لاتفاق المصالحة الذي أُعلن خلال قمة العُلا الخليجية 
إن المتتبع لمسيرة الكويت الدبلوماسية يجد أنها لم تكن مجرد طرف وسيط، بل كانت دائمًا جسرًا للتقريب بين المواقف المتباينة، وبوصلةً لحل الخلافات عبر الحوار والنهج السلمي لذلك استحقت عن جدارة أن تُوصَف بأنها دبلوماسية المصالحات والتطلعات المستدامة، وهو ما منحها مكانة مرموقة على الخريطة السياسية والدبلوماسية العالمية.

0 Comments: