شاركت الإمارات دول العالم الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة الذي يوافق الـ8 من مارس كل عام، في ظل إنجازات غير مسبوقة للمرأة في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتأتي مناسبة هذا العام تحت شعار «إشراك الجميع رقمياً: الابتكار والتقنية لتحقيق المساواة بين الجنسين»، ضمن سياق تطوير مهارة ومشاركة المرأة في التكنولوجيا الرقمية.وتعد الإمارات من الدول السباقة إلى تعزيز واقع المرأة، وتعزيز آليات التوازن بينها وبين الرجل في إطار يحفظ حقوقها ويفتح المجال أمامها لخوض معترك الحياة إلى جانب أخيها الرجل، في ظل حزمة من التشريعات والاستراتيجيات التي تهدف إلى تمكينها وتطوير قدراتها.
ومن بين الاستراتيجيات التي اعتمدتها الدولة تبرز استراتيجية التوازن بين الجنسين 2022 - 2026، والتي تستند إلى رؤية مستقبلية واضحة تستهدف تعزيز ريادة الدولة وتجعل منها نموذجاً عالمياً للتوازن بين الجنسين، حتى باتت الدولة تحتل المرتبة الـ18 عالمياً، والأولى عربياً وشرق أوسطياً في مؤشر المساواة بين الجنسين، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2020، فيما تتطلع اليوم إلى دخول قائمة العشرة الكبار عالمياً.وأكدت الإمارات مكانتها وريادتها بتحقيقها المركز الأول عربياً في تقرير الفجوة بين الجنسين 2022، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، وذلك بعد ارتقاء أداء الدولة 4 مراتب عالمية مرة واحدة، وتقدمها إلى المركز الـ68 بهذا التقرير بعد أن كانت في المركز الـ72 عالمياً في نسخة العام الماضي.
وتمكنت الإمارات من تحقيق هذه القفزة النوعية نتيجة للدعم والمكانة اللذين يحظى بهما ملف تمكين المرأة، وتوجيهات القيادة الرشيدة ودعمها للمرأة الإماراتية، عبر توفير الأدوات والإمكانات كافة بغرض تعزيز دورها في بناء الوطن، وترسيخ مشاركتها الفاعلة في مسيرة التنمية والازدهار.كما يبرز حرص الإمارات على ضمان حصول المرأة على جميع خدمات الصحة الجنسية والإنجابية وعلى الحقوق الإنجابية، على النحو المتفق عليه وفقاً لبرنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية ومنهاج عمل بيجين، وذلك عبر الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2015 - 2021 والتي تضمن توفير خدمات ورعاية صحية للمرأة تعزز صحتها الجسدية والنفسية، وتسهم في النهوض بصحة المرأة، والاهتمام باحتياجاتها الصحية في المناطق النائية. واعتمدت الدولة مساراً لتعزيز وتقوية برامج التثقيف والتوعية الصحية الموجهة للمرأة في مراحلها العمرية المختلفة ومناطق الدولة كافة، ووضعت آليات وبرامج تعزز الصحة النفسية للمرأة في جميع مراحل العمر، وعملت على تمكينها الاجتماعي والاقتصادي.انطلاقة المسيرةوبدأ العمل النسائي في الدولة مبكراً وتحديداً في الثامن من فبراير عام 1973، إذ أسست «جمعية نهضة المرأة الظبيانية»، لتكون أول تجمع نسائي في دولة الإمارات، فكانت باكورة لانطلاق وإنشاء الجمعيات في مختلف إمارات الدولة، حتى رأت «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، ضرورة مواكبة الفكر الوحدوي للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد باني نهضة الدولة، فأسس الاتحاد النسائي عام سنة 1975، وضم الجمعيات النسائية في إمارات الدولة كافة.
ومنذ ذلك الحين قدمت الدولة عدداً من المبادرات لتمكين المرأة اقتصادياً، فأصدرت الحكومة الرشيدة في ديسمبر 2012، قراراً يلزم عضوية المرأة الإماراتية في مجالس إدارة الهيئات، والشركات، والمؤسسات الاتحادية.وفي الـ8 من مارس عام 2015 أطلقت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة 2015 - 2021 لتوفر إطار عمل للقطاع الحكومي والخاص ومؤسسات المجتمع المدني، لوضع خطط وبرامج عمل، تسهم في جعل دولة الإمارات في مصاف الدول الأكثر تقدماً في مجال تمكين المرأة وريادتها.
وتستند الاستراتيجية إلى 4 أولويات أساسية تتضمن الحفاظ على استدامة الإنجازات التي تحققت للمرأة الإماراتية، والاستمرار في تحقيق المزيد من المكتسبات لها والحفاظ على النسيج الاجتماعي، وتماسكه عبر تكامل الأدوار بين الرجل والمرأة، لبناء مجتمع قوي ومتماسك قادر على مواكبة التغيرات المستجدة، وتوفير مقومات الحياة الكريمة والآمنة والرفاه الاجتماعي بأسس عالية الجودة للمرأة، وتنمية روح الريادة والمسؤولية، وتعزيز مكانة المرأة الإماراتية في المحافل الإقليمية والدولية.
0 Comments: