يُضيء اسم الإمارات في كل أرض ومحفل. يتلألأ عطاؤها المستمر في قارات العالم شاهداً على رحلة متميزة من مساعدة الشعوب، والإسهام في نموها وتطوّرها طوال خمسة عقود. تظل الإمارات نبراس الخير لكل الناس، تقدّم مساعداتها وتفزع في كل ملمة وواقعة، دافعها خدمة البشرية في مواجهة صعابها وتحدياتها.
تطوي الإمارات صفحة 50 عاماً مضت في ميادين البذل والعطاء والتنمية والإيثار، وتستشرف المستقبل برؤية شاملة، مرتكزها الإنسان ونماؤه ورفاهه ووعي دؤوب لا ينقطع من أجل غدٍ أفضل. وتقديراً لدور الإمارات وأياديها البيضاء أقدمت الكثير من دول العالم على حفظ الود وتذكر العرفان بإطلاق اسم الإمارات وقيادتها الرشيدة على شوارع ومستشفيات ومنشآت أخرى.
أصبحت الأعمال الخيرية لدولة الإمارات ومبادراتها الإنسانية، التي وصلت إلى شتى بقاع العالم، محل تقدير الدول والشعوب والمنظّمات، والتي تعبّر جميعها في كل مرة عن التقدير والعرفان لدور الدولة وقيادتها الرشيدة على الدور الإنساني الثابت. يوماً بعد آخر تترسّخ العلاقات الأخوية والتاريخية بين الإمارات والكويت، وتسعى القيادة الرشيدة في البلدين الشقيقين، للحفاظ على متانتها وثباتها.
ويُعد طريق الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في الكويت، أحد المعالم الشاهدة على عمق علاقات البلدين، وتقدير دولة الكويت لشقيقتها الإمارات وقيادتها الرشيدة، لما أبدت من مواقف مشهودة وعطاءات سخية في مختلف بقاع الأرض.
ويعد طريق الشيخ زايد من أهم وأكبر الطرق في دولة الكويت، ويبلغ طوله أكثر من 30.3 كيلومتراً، إذ يبدأ من شارع الخليج العربي المجاور لمنطقة السالمية، وينتهي عند تقاطعه مع طريق الجهراء.
وتأتي تسمية الطريق باسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، لما له في قلوب الكويتيين من مكانة خاصة، ووفاء وتقديراً من دولة الكويت لإنجازات المغفور له الشيخ زايد المشهودة، ودوره المتميز خليجياً وعربياً وإسلامياً.
ووجّه أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في العام 2013 بتغيير اسم الطريق الدائري الخامس ليحمل اسم الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، لمواقفه مع دولة الكويت، والوطن العربي، والعالم الإسلامي.
وتأتي هذه الخطوة تقديراً وعرفاناً لمواقف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الثابتة ووقوفه بجوار الكويت في محنة الغزو العراقي في العام 1990، والتي جاءت إيماناً منه بوحدة المصير، الذي يربط دول مجلس التعاون، وتجسيداً لسياسة دولة الإمارات وتمسكها بالقانون والشرعية الدولية، ومبادئ حُسن الجوار.
وبادرت دولة الإمارات قبل الغزو العراقي لدولة الكويت إلى إنشاء مشروع متنزه الشيخ زايد في الكويت، وذلك في إطار العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، وبدأ تنفيذ المشروع في العام 1989، إذ أرسلت دولة الإمارات فريق عمل إلى الموقع لتصميم المشروع، وتحديد أعداد الأشجار الملائمة، وأنواعها، وتمت زراعة 28 ألف شجرة حرجية من نوع السدر والسلم والأكاسيات واللوز البحريني والأراك والزيتون، وغيرها.
وهدف المشروع، الذي تبلغ مساحته 1.760 مليون متر مربع، لتحقيق أهداف بيئية، تتمثل في المحافظة على التنوع الإحيائي، والحياة الفطرية من الطيور والحيوانات والنباتات البرية.
خدمات متميزة
كما يقدم المشروع خدمات متميزة ذات مستوى عالٍ للجمهور، من خلال توفير مراكز للدراسات الثقافية، ضمن موقع المشروع، تكون مكملة دور المؤسسات التعليمية، فضلاً عن تقديم خدمات ترويحية وترفيهية، وتخصيص أماكن لإقامة المخيمات، بما يسهم في توفير فرص استثمارية ذات مردود اقتصادي تنسجم مع الاستخدام العام للمتنزه.
وبدأت الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية الكويتية، في العام 2011 إجراءات تطوير متنزه الشيخ زايد، بالتعاون مع الجهاز الفني لدراسة المشروعات التنموية والمبادرات، بدعوة المكاتب الاستشارية للتأهيل لإعداد دراسة الجدوى لمشروع تطوير المتنزه، على أن يتم طرحه على القطاع الخاص للاستثمار بنظام الـ«بي أو تي».
وفي العام 2015، بدأت هيئة الزراعة الكويتية، العمل الدوري على صيانة مشروع متنزه «الشيخ زايد»، بزراعة مئات الأشجار والشجيرات وتطوير مكوناته، في إطار المحافظة على سلامة المتنزه ومزروعاته، حيث تم إدراج المشروع ضمن مشاريع التحريج لصيانة شبكة الري وإصلاحها.
ويتميز متنزه الشيخ زايد، بموقعه قرب البحر، وبيئته المناسبة لزراعة مختلف النباتات. ويشكّل متنزه الشيخ زايد محطة مهمة لطلاب المدارس والكليات والكويتيين، للتعرف على أنواع النباتات.
0 Comments: