أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أن لمدينة الذيد شواهد تاريخية أصيلة تمثلت في العديد من المواقع الأثرية التي لها دلالات كثيرة على إرث وصفات أهل المنطقة وما شهدته من ظروف مختلفة. جاء ذلك في كلمة سموه التي ألقاها صباح اليوم، بحضور سمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة وسمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، بمناسبة افتتاح حصن الذيد وعدد من المشروعات المجاورة للحصن.
وهنأ صاحب السمو حاكم الشارقة، في كلمته، أهل المنطقة بافتتاح حصن الذيد، مشيراً سموه إلى أن ما تم افتتاحه اليوم هو جزء من مشروع كبير سيمتد حتى البطحاء، كما سيضاف إليه عدد من المرافق الحيوية استكمالاً للبنية التحتية والتاريخية والسياحية، التي ستمثل إضافةً تستوعب كافة أنشطة الأهالي في مختلف المناسبات، والزوار من كافة المدن والمناطق.
وتناول سموه معاني كلمة الذيد ومرادفاتها المتعددة، موضحاً سموه أنها مستمدة من الذود وتعني الدفاع والمقاومة ضد كل ما هو غير أصيل، وأن الذيد يأتي من الأنفة والارتفاع والشمم وهو الكرم وعزة النفس والنخوة والشجاعة، مشيراً إلى أهمية هذه المعاني والمحافظة عليها. وعن ارتباط الذيد بالماء .. أشار سموه إلى أن الذيد كانت منذ القدم تأتيها المياه من فوقها بسبب الأمطار وجريان الأودية، ومن تحتها من خلال أفلاج الشريعة
وتأثرت بقلة الأمطار، وجفاف الأفلاج التي جرى العمل على إحيائها دون التأثير على بنيتها الرئيسية، مؤكداً سموه أن الماء من نعم الله وخيراته التي باللجوء إليه والاستغفار تزيد وتكثر، وشدد سموه على ضرورة الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وتقوى الله عز وجل.
وكان صاحب السمو حاكم الشارقة ولدى وصوله إلى حصن الذيد قد استقبل بأهازيج الفرق الشعبية التي رحبت بسموه وحيت جهوده ومكارمه السخية ليزيح بعدها الستار التقليدي معلناً افتتاح حصن الذيد. وتجول سموه في أروقة وأجنحة حصن الذيد الذي يعتبر شاهدا على التاريخ العريق لمدينة الذيد التي شكلت واحة مزدهرة تتوفر بها المياه العذبة والنخيل المثمرة والمباني الدفاعية التي توفر الأمن والأمان لسكانها. ويتكون الحصن الذي يعود تاريخه إلى 1820 في عهد الشيخ سلطان بن صقر القاسمي حاكم الشارقة آنذاك، من مبنى مربع الشكل طوله 32 متراً وعرضه 26 متراً ويضم عدداً من الغرف التي تم تحويلها إلى قاعات عرض تحوي مجموعة من المعروضات التاريخية لمدينة الذيد وتراثها.
وتضم قاعة الوثائق مجموعة من الوثائق المرتبطة بحصن الذيد بشكل خاص ومنطقة الذيد بشكل عام، وهي تعود للأرشيفات القديمة مثل الأرشيف البريطاني، وكذلك الكتابات المحلية التي جاء فيها ذكر الذيد، وهي تسرد الحقائق الجغرافية والوقائع السياسية والأحداث الاجتماعية التي دارت بالمنطقة. وتعرض قاعة الأسلحة عدة أنواع من الأسلحة التي استخدمت في الذيد قديماً، منها السهام الحجرية التي تم استعمالها في فترات زمنية تمتد للألف الرابع قبل الميلاد، إضافة للسيوف والخناجر ولباس المحاربين، وعدد من نماذج الأسلحة النارية والذخائر مثل البناد. أما غرفة الشيخ فتحتوي على عدد من الأغراض الشخصية التي كان يستخدمها الشيخ خلال إقامته بالحصن، فقد كان حصن الذيد بمثابة مقر لحاكم الشارقة أثناء إقامته بالذيد سواء خلال تنقله إلى المنطقة الشرقية، أو قضاءه فترة بجوار واحة الذيد.
ويضم الحصن الليوان وهو الرواق المظلل الذي كان مكان التجمع العائلي لأهل الحصن، كما يضم قاعة دروب القوافل والتجارة التي تشتمل على عدد من الجداريات التي تصف دروب القوافل من وإلى مدينة الذيد كما يعرض الحصن مجسمات بالحجم الأصلي للإبل ومعدات التحميل وأصناف البضائع التي كانت تحملها أثناء الرحلات. أما ردهة المطبخ فتحتوي على نماذج لكافة الأدوات التي كانت تستخدم قديماً في عملية الطبخ وأنواع التوابل والحبوب والخضروات، حيث تنوعت الأطعمة التي كان يتم تحضيرها في الحصن للعائلة والجنود
كما تميزت الموائد الخاصة بالمناسبات والاحتفالات والتي كانت تحضر في المطبخ أو ساحة الحصن. ويشكل مخزن الحبوب والزكاة انعكاساً لأمان الحصن حيث كان يضع فيه المزارعون أرزاقهم من الثمار ويتم فرزها وتخصيص جزء منها للزكاة، كما كانت تخزن به العديد من المواد الغذائية، أما غرفة المدبسة فتحتوي على عرض مرئي ومجسمات دقيقة لوصف مراحل عملية صنع دبس التمر. ثم انتقل صاحب السمو حاكم الشارقة إلى افتتاح السوق الواقع خلف الحصن، والذي تم بناؤه بالكامل من الدعون والأخشاب بتصميم متطور يراعي معايير السلامة والأمان دون تغيير النمط المعماري التراثي للبناء بالدعون.
0 Comments: