دبي في 9 يناير / وام / يصعب تخيل أن 3.8 مليون لاجئ ونازح في الشرق الأوسط وملايين من العائلات المعدمة في أفريقيا يعيشون ظروفاً مأسوية في مواجهة واحد من أبرد فصول الشتاء في المنطقة، حيث يواجه هؤلاء في الدول المضيفة للاجئين في كل من لبنان والأردن والعراق، درجات حرارة تصل إلى ما دون الصفر، كما يصعب تخيل أن يحتمي طفل بخيمة متهالكة يبحث وسط الفيضانات والعواصف والثلوج عن بعض الدفء، تخيلوا أن تدفع الظروف القاسية رب أسرة إلى اتخاذ قرارات صعبة جداً، تصل لحد القبول بتقليص وجبات الطعام لأسرته والتضحية بأهمية الدواء، في سبيل تأمين بعض التكاليف الإضافية لتدفئة أطفاله وعزل مسكنهم المتمثل في خيمة أو غرفة وحيدة غير مدفأة تأويهم في حي أو مخيم متداعي الأبنية، عن البرد القارس والصقيع والفيضانات.
في الحقيقة وإن كان يصعب على مخيلة الإنسان تصور هذه الظروف المأسوية، إلا أن قلبه يستشعر حجم المعاناة، ولكن الأوقات العصيبة أثبتت أن الجميع - دون أي تفرقة - يمكنهم تخصيص الوقت لمساعدة الآخرين وتقديم العون والدعم الإنساني لهم ليبقوا آمنين ودافئين خلال الأشهر الباردة.
ومن هذا المنطلق، جاءت حملة "لنجعل شتاءهم أدفأ" التي أطلقتها حملة "أجمل شتاء في العالم" بالشراكة مع "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" و"المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" و"الشبكة الإقليمية لبنوك الطعام"، وبالتعاون مع صانعي المحتوى العربي حسن سليمان، والمعروف بـ "أبو فلة"، والتي تهدف لتوفير أكبر قدر من المساعدات ودعم أكبر عدد من عائلات اللاجئين والمجتمعات الأقل حظاً في المنطقة في فصل الشتاء بواقع 100,000 عائلة ليتمكنوا من مواجهة وتحمل ظروف الشتاء الصعبة في الوطن العربي أو الذين يواجهون ظروف معيشية متدنية في افريقيا، تعزيزاً لمفهوم العمل الإنساني في المجتمع وتكريسه كنهج دائم في دولة الإمارات التي باتت تمثل منصة عالمية للأعمال الإنسانية.
وتعتمد الكثير من العائلات اللاجئة والنازحة داخلياً وخارجياً على المساعدات التي تقدمها المفوضية لتتمكن من تأمين الدفء والأمان، وتلبية احتياجات أطفالها من مأوى وطعام وغذاء، وغالباً ما يحل هذا الموسم مثقلاً بأعباء وتكاليف إضافية تلقي بظلالها على أسر تواجه أصلاً تحديات جمة في سبيل تأمين الاحتياجات الأساسية طوال العام، لذلك أطلقت المفوضية خطة المساعدات شتوية 3.8 مليون لاجئ ونازح في المنطقة.
وبدون التبرعات العاجلة، لن يتمكن الكثيرون من البقاء آمنين ودافئين خلال الأشهر الباردة ..بالنسبة للكثيرين، سيكون هذا الشتاء هو العاشر على التوالي الذي يحل عليهم وهم بعيدون عن أوطانهم، حيث تواجه العائلات ظروفاً أكثر صعوبة دفعتها إلى الفقر المدقع، مما جعلها أكثر عرضة للخطر من ذي قبل.
وتعمل المفوضية في 130 دولة لتقديم الحماية والمساعدة، ودعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة على التكيف وإيجاد الحلول وسط مناخ يزداد قسوة على نحو متزايد، حيث تطلق المفوضية حملة "لنجعل شتاءهم أدفأ"، في العديد من الدول، حيث تشير احصائيات المفوضية إلى تجاوز أعداد النازحين قسراً حول العالم عتبة الـ 84 مليون شخص في عام 2021.
0 Comments: