الكويت هي الباقية ونحن الزائلون، ومهما عصفت بها الأزمات واستفحل الفساد وتمكَّن الفاسدون، فستظل الكويت هي الباقية والأفراد هم الزائلين. ولا يُقاس عُمر الأوطان بعُمر الأفراد، فالمجتمعات والشعوب تستمر جيلاً بعد جيل، لتظل الأوطان تُقاس رفعتها وازدهارها بما يقدمه لها أبناؤها.
ومَنْ يستعرض تاريخ الكويت يدرك عدد المحن والأزمات التي واجهتها وخرجت منها أكثر قوة وصلابة، ولا أدل على ذلك- في تاريخها القريب- من محنة الغزو العراقي، التي أدت إلى احتلال البلاد كلها مدة تقترب من سبعة أشهر، ثم تحررت بفضل الله، ثم بجهود أبنائها الذين تكاتفوا صفاً واحداً خلف قيادتها الشرعية، فكان منهم المقاومون في الداخل، والساعون في الخارج إلى إيصال صوت الحق الكويتي إلى جهات العالم الأربع.
وفي التاريخ الأبعد ثمة محن وأزمات كثيرة، بدءاً من علاقتها مع الدول الكبرى آنذاك- كالدولة العثمانية، والمملكة المتحدة- إلى علاقتها مع الأزمات الملتهبة حولها وفي الإقليم، إلى أزمات الداخل من اقتصادية وسياسية، وجميعها تجاوزتها، وفي كل مرة كانت تخرج أكثر صلابة وقوة، إلى أن تم تأسيس الكويت الحديثة، كويت الدستور والديمقراطية، لتتحول إلى منارة حضارية على شاطئ الخليج.
0 Comments: