الأحد، 2 مايو 2021

الكويت هي الباقية... وما نحن إلا زائلون

 

الكويت هي الباقية ونحن الزائلون، ومهما عصفت بها الأزمات واستفحل الفساد وتمكَّن ‏الفاسدون، فستظل الكويت هي الباقية والأفراد هم الزائلين. ولا يُقاس عُمر الأوطان بعُمر الأفراد، ‏فالمجتمعات والشعوب تستمر جيلاً بعد جيل، لتظل الأوطان تُقاس رفعتها وازدهارها بما يقدمه ‏لها أبناؤها.

ومَنْ يستعرض تاريخ الكويت يدرك عدد المحن والأزمات التي واجهتها وخرجت ‏منها أكثر قوة وصلابة، ولا أدل على ذلك- في تاريخها القريب- من محنة الغزو العراقي، ‏التي أدت إلى احتلال البلاد كلها مدة تقترب من سبعة أشهر، ثم تحررت بفضل الله، ثم بجهود ‏أبنائها الذين تكاتفوا صفاً واحداً خلف قيادتها الشرعية، فكان منهم المقاومون في الداخل، ‏والساعون في الخارج إلى إيصال صوت الحق الكويتي إلى جهات العالم الأربع.

وفي التاريخ ‏الأبعد ثمة محن وأزمات كثيرة، بدءاً من علاقتها مع الدول الكبرى آنذاك- كالدولة العثمانية، ‏والمملكة المتحدة- إلى علاقتها مع الأزمات الملتهبة حولها وفي الإقليم، إلى أزمات الداخل ‏من اقتصادية وسياسية، وجميعها تجاوزتها، وفي كل مرة كانت تخرج أكثر صلابة وقوة، إلى ‏أن تم تأسيس الكويت الحديثة، كويت الدستور والديمقراطية، لتتحول إلى منارة حضارية على ‏شاطئ الخليج.‏

0 Comments: